مؤسسة الضمير تُطلقُ دراسة "دفتر... قلم وقيد" حول التعليم والحياة الثقافيّة في السجون الإسرائيليّة

أطلقت مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، يوم الأحد ٢٢/١١/٢٠٢٠، دراسة بعنوان "دفتر...قلم وقيد" حول الحياة التعليميّة والثقافيّة في السجون الاسرائيليّة، خلال ندوةٍ نظمّتها في مركز خليل السكاكيني، بحضور ٢٠ شخصاً، ضمن إجراءات الوقاية الملائمة ملتزمين بالتباعد الاجتماعيّ.

افتتحت الندوة المديرة التنفيذية للمؤسسة سحر فرنسيس متحدثةً عن أهميّة التعليم في الأسر، وأثنت على نضالات الأسرى وإرادتهم تاريخياً في تطويرهم لقضيّة التعليم بالرغم من كل القرارات التي منعت الأسرى من التعليم الجامعي.

واستعرضت الباحثة القانونيّة في وحدة التوثيق والدراسات في مؤسسة الضمير لانا خضر الدراسة بشكلٍ عام فتطرّقت الى أقسامها وأهميتها والهدف وراء انتاجها، وأشارت الباحثة الى آلية العمل التي تم اتّباعها لإنتاج هذه الدراسة، كما قدّمت ملخصاً عن نتائج الدراسة والتوصيات التي خرجت بها.

وتناول مدير مديرية هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين في مدينة جنين الأستاذ سيّاف أبو سيف، ملّف التعلّيم الرسميّ داخل السجون، كونه شغل سابقاً منصب مدير دائرة التّعلم الجامعيّ في الهيئة، وتحّدث عن تجربة الهيئة مع ملّف التعليم الجامعيّ ومراحل تطوّر التعليم داخل السجون. وبيّن أبو سيف أن تطوّر العمليّة التعليميّة يختلف من سجن الى آخر بناءً على الهيئة التعليميّة لكل سجن، كما وضّح أن سجنيّ عوفر ومجدو يفتقران لوجود هيئة تعليميّة نظراً لتنقّل الأسرى المستمر.

وقال الأسير المحرّر بسام أبو عكر إنّ الهجمات المتكّررة نحو ملّف التعليم في الأسر هي محاولة لصهر وعي الأسرى وتثبيطاً لعزيمتهم، وتطّرق أبو عكر الى الحديث عن أنواع وأساليب التعليم داخل السجون، مستمداً حديثه من تجربته، حيث تحّدث عن الحلقات الثقافيّة والندوات التي يعقدها الأسرى داخل السجون. وتمّكن الأسير أبو عكر من الحصول على شهادة البكالوريوس داخل السجن، وبدأ بدراسة الماجستير من جامعة القدس أبو ديس وهو في السجن وأنهاها بعد الإفراج عنه.

ولخصت مداخلات المشاركين من الأسرى الى أنّ ملف التعليم داخل السجون مهم جداً، بحيث تكون هذه الدراسة خطوة أوليّة نحو استكمال البحث عن تاريخ الحياة التعليميّة والثقافيّة في سجون الاحتلال.

وتهدف دراسة "دفتر.. قلم وقيد" في أساسها الى رصد العملية التعليمية والحياة الثقافية التي عاشها ويعيشها الأسرى من خلال تناول البعد التاريخي والتسلسل الذي مرت به العملية التعليمية في السجون بدءاً من النضال لإدخال الورقة والقلم وانتهاءً بالالتحاق بالجامعات الفلسطينية والعربية. وكذلك تهدف إلى تسليط الضوء على الحياة الثقافية للأسرى والمتمثلة بشكل أساسي في الجلسات الثقافية والقراءة الذاتية.

وتجمع الدراسة تجارب الأسرى، كونهم مصدر المعلومات الأول في الدراسة، وذلك نظراً لشحّ الدراسات والأبحاث التي تتناول واقع الحياة التعليميّة والثقافيّة في السجون.

وخلصت الدراسة الى توضيح الفرق الشاسع بين النصوص القانونيّة الدوليّة التي كفلت للأسرى الحقّ في التعليم، ولوائح إدارة مصلحة السجون الإسرائيليّة المُطبّقة داخل السجون، التي قامت بتسييس العمليّة التعليميّة في السجون، واعتبارها امتيازات ورفاهيات زائدة خاضعة لسياسة العقوبات حيث منعت دولة الاحتلال الأسرى الفلسطينيين من التقدم لامتحان الثانوية العامة أو الانخراط في التعليم الجامعي، وقامت بمصادرة عدد كبير من الكتب وضيقت الخناق على الأسرى في إدخال أي مواد تعليمية في السنوات الأخيرة بهدف واضح هو عملية التجهيل التي تستهدف الأسير الفلسطينيّ وصهر وعيه.