قوات الاحتلال تشرع في حملة اعتقال تعسفي ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية خلال الحرب على غزة - انتهاكاً للحق في التعبير والتضامن

 تبدي مؤسسة الضمير لرعاية الاسير وحقوق الانسان قلقها البالغ إزاء الارتفاع الملحوظ في عدد حالات الاعتقال في الضفة الغربية من قبل قوات الاحتلال خلال فترة العدوان الاخير على قطاع غزه، لا سيما اعتقال النشطاء الذين شاركوا في المظاهرات التي تندد بالهجوم الذي بدأ في 14 تشرين الثاني 2012، والتي راح ضحيتها 162 شهيداً غالبيتهم من النساء والأطفال وكبار السن، وأكثر من 1200 جريحاً.

قامت مؤسسة الضمير بتوثيق ما يقارب 200 حالة اعتقال واحتجاز منذ تاريخ 14 تشرين الثاني اي خلال اقل من 10 أيام، وقد طالت حملة الاعتقالات 9 نساء، افرج عن 8 منهن وبقيت الأسيرة آيه حجير (23 عاماً) من رفيديا/ نابلس رهن الاعتقال.
حملة الاعتقالات هذه شملت معظم قرى ومدن ومخيمات الضفة، وكانت تتم على شكل اقتحامات ليليه، وفي بعض الاحيان فرض منع التجوال لحين اتمام عملية المداهمة والاعتقال، كما حدث الليلة الماضية في قرية بيت لقيا قضاء رام الله حيث تم اعتقال 5 مواطنين من القرية منهم اب واثنين من ابنائه.
قامت الضمير بتوثيق حالات الاعتقال بالقرب من قاعدة عوفر العسكرية ومستوطنة بيت ايل وقرى مدينة الخليل وقلقيلية والقدس وضواحيها بالإضافة إلى حاجز حوارة العسكري في مدينة نابلس. هاجمت قوات الاحتلال المتظاهرين في هذه المناطق بقنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي وبالرصاص الحي أحيانا. في إحدى الحالات، تم احتجاز واعتقال مواطن فاقد للوعي.
 
في صباح اليوم الخميس الموافق 22 تشرين الثاني وهو اليوم التالي لإعلان التهدئة أو وقف إطلاق النار، وثقت الضمير ما يزيد عن 50 حالة اعتقال في معظم محافظات الضفة الغربية، كان من هذه الحالات الناشط الحقوقي ثامر سباعنة المدافع عن قضايا الاسرى وهو اسير سابق، والأسير المحرر جعفر عز الدين الذي اطلق سراحه في 19/6/2012 بعد اضراب عن الطعام دام 56 يوماً احتجاجا على الاعتقال الاداري .
 
فيما يلي بعض من الحالات التي تتابعها مؤسسة الضمير حاليا وتوثقها:
·         في 15 تشرين الثاني 2012، قامت مجموعة من الفتيات بالتظاهر في مستوطنة بيت ايل، قرب رام الله، احتجاجا على الهجمات الإسرائيلية على غزة. وقامت قوات الاحتلال باعتقال 8 متظاهرات. تم تكبيل الفتيات وتعصيب أعينهم وكانوا عرضة لسيل من المضايقات، بما في ذلك الشتائم المهينة والسخرية. كما وتعرضت الفتيات للعنف حيث قام الجنود بشد عصب العينين بشكل كبير مما أصاب الفتيات بآلام في الجمجمة، واجبرن على الجلوس بأوضاع مؤلمة، هذا بالإضافة الى حرمانهم من شرب الماء واستفزازهن وتهديدهن بالضرب.
·         تم اعتقال ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين 13 و14 عاما من قرية سلوان في القدس. تم إطلاق سراح احدهم مقابل كفالة، لكن بقي الآخرين رهن الاعتقال، ولا تزال التهم غير واضحة.
·         في 17 تشرين الثاني 2012، تم اعتقال ثلاثة شبان، تتراوح أعمارهم بين 18 و21 عاما، على حاجز عطارة قرب بيرزيت وذلك أثناء مرورهم بسيارة أجرة في طريقهم إلى منازلهم. تتابع مؤسسة الضمير حالة احد هؤلاء الشبان وهو فلسطيني حامل للجنسية الأمريكية. تم احتجازه في سجن عوفر منذ يوم السبت ومن الممكن أن يتم ترحيله وحتى الآن لم يتم توجيه أية تهم له.
 
بناءاً على معطيات الايام الأخيره، من المتوقع ان ترتفع وتيرة الاعتقالات، وهذا جزء من سياسات قوات الاحتلال باستهداف النشطاء الفلسطينيين وقمعهم.
تطالب مؤسسة الضمير المجتمع الدولي وخاصة الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي بالضغط على قوات الاحتلال لوقف هذه الانتهاكات الخطيرة بحق ابناء الشعب الفلسطيني.