الاسم : محمد خليل محمد عليان
تاريخ الميلاد: 20/8/1955
الإقامة: جبل المكبر – القدس
الحالة الاجتماعية: متزوج
تاريخ الاعتقال: 23/11/2023
السجن: ريمون
الاعتقال الحالي وظروفه:
في تاريخ 23/11/2023 استدعي الاستاذ المحامي "محمد عليان" لمقابلة المخابرات عند حاجز قلنديا العسكري، ليعلموه فور وصوله بأنه هناك أمر باعتقاله، وبعد سلسلة من الإجراءات التي تعرض لها فور اعتقاله، جرى نقله للتحقيق في غرف 4 بمركز تحقيق المسكوبية، وهناك بدأوا يحققون معه حول منشورات وكتابات على صفحته الشخصية على الفيس بوك، حيث كان التحقيق عن 3 منشورات يدعي الاحتلال أنها تحمل مضموناً يدعم ما حدث في 7 أكتوبر، وأنها تعد تحريضاً على على ما قامت به حماس في ذاك التاريخ، وقد حقق معه اربع مرات خلال فترة تواجده في المسكوبية وفي كل مرة كان التحقيق لمدة ساعة الى ساعتين، وكانت معظم الأسئلة حول إذا هو يستنكر ما حدث في 7 أكتوبر أم لا؟ وبعدها قررت نيابة الاحتلال تقديمه للمحاكمة بدعوى نشر منشورات عبر موقعه على التواصل الاجتماعي تحمل مضموناً تحريضياً حسب زعم الاحتلال، وقدمت ضده لائحة اتهام.
يقبع الأسير المحامي "محمد عليان" حاليا في سجن ريمون، حيث جرى نقله بعد ما يقارب اثني عشر يوماً من مكوثه في مركز المسكوبية، حيث روى لنا في زيارته عن حجم التنكيل الذي يتعرض له المعتقلون في مركز المسكوبية من اعتداء وضرب من قبل السجانين أثناء العدد ودون أي سبب، وكانوا يقومون بشد وثاقه أثناء نقله للعيادة رغم أنه يعاني من وضع صحي يستوجب العناية الطبية اليومية، حيث يعاني من مرض السكري "النوع الشديد" وعليه تناول الأنسولين على وجبات بشكل يومي. هذا بالإضافة إلى الظروف الحياتية اليومية القاسية التي يعيشها الأسرى حالياً داخل السجون، من نقص الغذاء والاحتياجات، حيث تمت مصادرة كافة الأدوات الكهربائية والمقتنيات الشخصية من كل الأسرى بعد ال7 من أكتوبر، وحجم السياسات التعسفية الكثيرة التي تمارس على الأسرى من قبل السجانين من سوء معاملة وتنكيل شديد يتعرضون له، وحرمان من أبسط مقومات الحياة الإنسانية.
الوضع القانوني : التهمة "تحريض"
" هي حزمة من إشعاعات الأمل تقضي على مساحات العتمة الواسعة ولا ضير من استعجال التفاؤل"
كان هذا المنشور الذي يدعي الاحتلال أنه منشور على صفحته الشخصية على الفيس بوك في تاريخ 7 أكتوبر، وما بدر عليه من تعليقات من قبل أصدقاء المحامي "محمد عليان" كفيلاً لاتهامه بالتحريض على العنف والإرهاب، وبالتالي اعتقاله وتقديمه للمحاكمة بلائحة اتهام تتضمن أحد بنودها المنشور السابق، بالإضافة إلى منشورين اثنين لنفس المناسبة، وحتى تعليقه على تعليق أحد أصدقائه بالإعجاب (Like ) والذي يقول "إن وعد الله حق .. النصر قادم بإذن لا" اعتبرته نباية الاحتلال تحريضاً مباشرا على العنف ودعم للإرهاب، جرى ذكره ضمن بنود اللائحة المقدمة ضده.
ويحاكم المحامي "محمد عليان" اليوم وفق المادة 144 (ب)، و(د) (2) من قانون العقوبات للعام 1977 (قانون مكافحة الإرهاب)، وإشكالية هذا القانون تكمن في أن التعريفات المذكورة داخل القانون والخاصة بنشر المنشورات أو العبارات المستخدمة في المدح والتأييد أو التشجيع، هي مصطلحات فضفاضة تتيح للقاضي والنيابة صلاحية أوسع لتأويل هذه المصطلحات، وبالتالي إدراج غالبية منشورات الفلسطينيين الذي يعتبرها الإنسان الفلسطيني جزءاً من حقه في التعبير عن رأيه وهويته، كونها تشكل محتوىً تحريضياً يوجب الإدانة حسب القانون الإسرائيلي كما حدث مع المحامي "محمد عليان".
فمنذ السابع من أكتوبر صعدت قوات الاحتلال في حملاتها بالملاحقة والاعتقال بحق المقدسيين وفلسطينيو أراضِ ال48 المحتلتين، بذريعة مكافحة الإرهاب لأي شخص يكتب أو ينشر أي عبارة أو مقولة تدعم المقاومة أو غزة، حيث جرى اعتقال المئات من النساء والرجال بموجب هذا القانون، والذي لا يعمل فقط على ملاحقة الإنسان الفلسطيني بسياسة الاعتقال، وإنما أيضاً جزء من محاربة الاحتلال للمحتوى الفلسطيني الرقمي والإعلامي ووصفه بالإرهاب أو دعمه، كجزء من محاولة تكميم أفواه الفلسطينيين أمام ما يحدث من جرائم وإبادة يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني بغزة، محاولة لتغطية على جرائمه الأكبر.
فما زال الأسير المحامي "محمد عليان" يقبع في سجنه وينتظر صدور حكم بحقه، وسط كل هذا الوضع الصعب الذي يعيشه الأسرى في كافة المعتقلات والسجون، دون أي مراعاة لسنه أو ظرفه الصحي، والتهمة "محرضاً على الإرهاب"
نشاطه الحقوقي:
الأسير المحامي "محمد عليان" أسير سابق وناشط حقوقي، اعتقل لأكثر من مرة من قبل الاحتلال كان آخرها بعد استشهاد ابنه "بهاء" في مدينة القدس، وقبلها كان قد أمضى مدة 11 عاماً بتهمة مقاومة الاحتلال، وبعد استشهاد ابنه "بهاء" عام 2015 واحتجاز جثمانه وهدم منزله، نشط المحامي محمد عليان في الحملة الوطنية لاستعادة جثامين الشهداء، وكان مبادراً لتشكيل لجنة من أهالي الشهداء المحتجزة جثامينهم، وكان مدافع شرس وناشط حقوقي حاضر في كافة التجمعات المحلية والدولية، وحتى بعد الإفراج عن جثمان ابنه استمر في نشاطه وعطائه في الحملة، حيث جرى الإفراج عن جثمان ابنه في شهر 9/2016 ليتمكن وقتها من دفنه في مدينة القدس ضمن شروط وإجراءات أمنية مشددة، وحينها كتب عبر صفحته الشخصية معبر عن هذا الحدث "أيها الشعب ...(البهاء الآن في رعاية الله ودفء تراب القدس "، ومن خلال نشاطه الحقوقي أيضا شارك في أكثر من محطة دولية، ففي العام 2017 ألقى كلمة خاصة في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، وفي العام نفسه حاز على جائزة "أفضل المدافعين عن الحقوق الإنسان" الدولية، ضمن مسابقة دولية جرى تنسيقها ما بين جامعة القدس ومعهد حقوق الإنسان والسلام بفرنسا، وبمشاركة دبلوماسيين دوليين وبرلمانيين فرنسيين، بعنوان "إدارة القضايا القانونية في حالات انتهاكات حقوق الإنسان".