رام الله – الضمير: يصادف ٢٠ تشرين الثاني من كل عام يوم الطفل العالمي، وفي هذا اليوم لا زالت سلطات الاحتلال الإسرائيلي ترتكب الجرائم بحق الأطفال في كافة المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، حيث قتل جيش الاحتلال منذ السابع من أكتوبر أكثر من ٥٠٠٠ طفلًا من قطاع غزة ضمن عدوانه المستمر على القطاع منذ السابع من أكتوبر، إضافة إلى قتله أكثر من ٥٢ طفلًا في الضفة الغربية المحتلة منذ ذلك التاريخ ليرتفع عدد الأطفال الشهداء في الضفة الغربية إلى ٩٢ طفلًا منذ بداية العام حسب الحركة العالمية للدفاع عن الطفل، وتستمر سلطات الاحتلال أيضًا باعتقال العشرات من الأطفال الفلسطينيين الذين يعيشون اليوم في ظروف صعبة داخل السجون، منهم ما يقارب ٢٠٠ طفلًا تم اعتقالهم منذ السابع من أكتوبر، جرى الإفراج عن بعضهم. وتعتقل قوات الاحتلال الأطفال الفلسطينيين بشكل ممنهج، وضمن حملات اعتقال جماعية عقابية تشنها سلطات الاحتلال. حيث يتعرض الأطفال المعتقلون لمختلف أصناف التعذيب النفسي والجسدي، ودون احترام للحماية الواجبة للطفل، وتستغل قوات الاحتلال اعتقال الأطفال لابتزاز عائلاتهم، وإرغامهم على تسديد غرامات مالية باهظة للإفراج عنهم. وتخلف عمليات اعتقال الأطفال آثاراً مدمرة على صحتهم النفسية والجسدية.
التنكيل بالأطفال أثناء عمليات الاعتقال..
بدأت قوات الاحتلال بشن حملات اعتقالات لم تتوقف منذ السابع من أكتوبر طالت مختلف فئات الشعب الفلسطيني في محافظات الضفة الغربية كنوع من أنواع العقاب الجماعي وسياسات التنكيل، حيث تقتحم قوات الاحتلال المنازل ليلًا بطريقة همجية ترهب الأطفال والآمنين، ولم يسلم الأطفال من حملات الاعتقالات، فمنذ بداية شهر أكتوبر رصدت مؤسسات الأسرى أكثر من ٢٠٠ حالة اعتقال بحق الأطفال.
وتستخدم قوات الاحتلال خلال عمليات الاعتقال بحق الأطفال مختلف أساليب التنكيل والضرب، وتعد حالة الطفل المعتقل - ق.ع ١٧عامًا- من مدينة بيت لحم، واحدة من عشرات حالات التنكيل والإهانة المتعمدة من قبل جيش الاحتلال بحق الأطفال، حيث قام جنود الاحتلال بتفجير باب منزله والهجوم عليه بشكل همجي وضربه ضربًا مبرحًا وتخويفه بالكلاب البوليسية قبل تكبيله بشكل عنيف وأخذه إلى أحد المعسكرات، حيث تعرض هناك للضرب حتى سال دمه، تم نقله إلى الأقسام في سجن عوفر.
ظروف صعبة وقاسية يعيشها الأسرى الأطفال داخل سجون الاحتلال..
في ظل العدوان المستمر وحملة الاعتقالات الواسعة التي ينفذها جيش الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة، يحتجز جيش الاحتلال المعتقلين في ظروف تعتبر هي الأصعب منذ عشرات السنوات، تحديدًا على الأطفال، حيث يمنع الأطفال من الزيارات والتواصل مع العالم الخارجي، إضافة إلى منعهم من إعداد الطعام والاكتفاء بتقديم وجبتين طعام لهم خلال اليوم بنوعيات رديئة وكميات قليلة ضمن سياسة التجويع التي تمارسها إدارة مصلحة السجون بحق الأسرى والأسيرات، ولم يسلم الأطفال من الاعتداء عليهم بالضرب داخل السجون.
الأطفال تحت سياسة الاعتقال الإداري التعسفي..
تستخدم سلطات الاحتلال سياسة الاعتقال الإداري التعسفي بحق الفلسطينيين كأداة للقمع والسيطرة في ظل الأحداث المتصاعدة وكوسيلة عقابية أيضًا، ولا يسلم من سياسة الاعتقال الإداري أحد، حيث يعتقل الاحتلال اليوم في سجونه أكثر من 2300 معتقل إداري، منهم 26 طفلًا معظمهم تم اعتقالهم وإصدار أوامر الاعتقال الإداري بحقهم بعد السابع من أكتوبر، دون تقديم لوائح اتهام بحقهم، وبادعاء وجود ملف سري تسرق طفولتهم في زنازين تقتل كل معاني الحياة والطفولة وتسلب حقهم في التعليم والحق في حياة آمنة.
احتجاز الأطفال كرهائن للضغط على ذويهم لتسليم أنفسهم لجيش الاحتلال..
برزت في الآونة الأخيرة سياسة استخدام الأطفال في القرى والمدن الفلسطينية كرهائن للضغط على ذويهم من أجل تسليم أنفسهم لقوات الاحتلال، ضمن حملة الاعتقالات المستمرة، حيث يحتجز ويعتقل الاحتلال الأطفال ويقوم بتهديد ذويهم بهم للضغط عليهم من أجل تسليم أنفسهم، واحد من تلك الحالات التي رصدتها مؤسسات الأسرى كانت للطفل (م.ن) ابن الثلاثة أعوام، حيث اقتحمت قوات الاحتلال منزل العائلة وقامت باحتجازه للضغط على والده من أجل تسليم نسفه لأكثر من ساعة ونصف.
محاكم الاحتلال تسرق أعمار الأطفال..
تواصل محاكم الاحتلال إصدار أحكامًا عالية بحق الأطفال، حيث أصدرت المحكمة المركزية في القدس حكمًا بالسجن لمدة ١٢ عام بحق الطفلة المقدسية نفوذ حماد، إضافة إلى غرامة مالية بقيمة ٥٠ ألف شيقل، مع وقف تنفيذ لمدة ثلاثة سنوات وكانت حماد قد اعتقلت عام ٢٠٢١ من مدرستها في مدينة القدس وتعرضت لظروف صعبة أثناء اعتقالها، وهي أصغر أسيرة فلسطينية في سجون الاحتلال.