مجلس منظمات حقوق الإنسان يدعوا للتضامن الواسع من أجل الإفراج عن الأسير المريض وليد دقة.

يدعوا مجلس منـظمات حقوق الإنسان للتضامن الواسع على كل الأصعدة مع قضية الأسير المريض وليد دقة، والذي بدأت حالته الصحية مؤخرًا بالتدهور في سجون الاحتلال، ويطالب المجلس بضرورة العمل الجادّ والفعَال من أجل إنقاذ حياة المعتقل وليد دقة، ووضع حدّ لسياسة الإهمال الطبي والقتل البطيء التي تنتهجها دولة الاحتلال بحقّ الأسرى الفلسطينيين.

ويتابع المجلس عن كثب قضية الأسير المريض وليد دقة والذي بدأت صحته بالتدهور في الأشهر الأخيرة، وبحسب التقرير الطبي الذي أعدته مؤسسة أطباء لحقوق الإنسان، تبين أنه يعاني من مرض التليف النقوي (تليف نخاع العظم Myelofibrosis)، الذي يعتبر نوع غير شائع من سرطان نخاع العظم، ويتسبب في تعطيل إنتاج الجسم لخلايا الدم بصورة طبيعية، واستفحل المرض لديه لدرجة خبيثة تبلغ مقدار خطورتها 3 درجات فوق عتبة الخطر (7 DIPSS).  وشُخص بالحاجة لزراعة نخاع شوكي، الأمر الذي قد يتعذّر إجراؤه في سجون الاحتلال؛ لما يتطلبه من إجراءات طبية صعبة ومعقدة، حيث تعد هذه العملية من أصعب العمليات الطبية وأكثرها تعقيدًا، بحيث يجب أن يظل المريض في مكان نظيف وغير ملوث وفيه رعاية صحية عالية جدًا من أجل ضمان سلامته بعد إجراء العملية.

في بداية شباطـ-فبراير، أصيب وليد بجلطة أدت لانتفاخ رجله وسببت له الآمًا حادة في الجهة اليسرى من صدره، ورغم ذلك لم تقم إدارة سجن عسقلان بنقله على الفور للمستشفى وأبقت عليه لحين موعده مع طبيب الدم بعد نحو 10 أيام، علمًا أن عيادة السجن شخصت حالته الطبية حينها بالجلطة، أصيب بعدها دقة بجرح في لسانه سبب له نزيفًا حادًا ورغم هذا كله ماطلت إدارة السجن في علاجه مرة أخرى. وبحسب ملفه الطبي، فإن وليد فقد من وزنه نحو 10 كيلو في آخر شهر ونصف فقط، وبحسب زوجته سناء سلامة فإن وليد بدأ يعاني في آخر أسبوعين من التهاب رئوي حاد، وفي هذه المرة أيضًا تجاهلت إدارة السجن التدهور في صحته، ولم تخرجه إلى المستشفى رغم كل الأعراض التي بدت عليه إلا بعد زيارة المحامية والضغط من أجل إخراجه الى المستشفى. يعاني وليد اليوم من التهاب رؤي حاد إضافة إلى قصور كلوي حاد، وهبوط في نسبة الدم، ويُحتجز الآن في مستشفى "برزلاي" في الداخل المحتل تحت حراسة مشددة، مع استمرار سلطات الاحتلال بمنع عائلته من زيارته والاطلاع على وضعه الصحي، ويشكل بقاء وليد في السجن خطرًا حقيقيًا على حياته في ظل كل هذه المستجدات الصحية.

اعتقل الاحتلال الأسير وليد دقة بتاريخ 25 مارس/آذار 1986 وصدر بحقه حكمًا بالسجن المؤبد، تم تحديده لاحقًا بالسجن  لمدة 37 عامًا، وكان من المقرر الإفراج عنه يوم 24 اذار 2023، إلا أن الاحتلال أضاف في العام 2018 عامين على حُكمه بموجب لائحة اتهام واهية، ليصبح الحكم (39) عامًا، ويعد الأسير وليد دقة واحدًا من 19 أسيرًا أمضوا أكثر من 30 عامًا في سجون الاحتلال، وواحدًا من ضمن 23 أسيرًا معتقلاً قبل توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993، حيث استثنيت هذه المجموعة من كافة الصفقات السياسية وصفقات التبادل، ونكث الاحتلال بالاتفاق للإفراج عنهم ضمن الدفعة الرابعة لتبادل الأسرى في اذار عام 2014. الأسير دقّة كاتب ومفكر وأحد أبرز الأسرى في سجون الاحتلال، أنتج خلال مسيرته الطويلة في الاعتقال العديد من الكتب والدراسات والمقالات وساهم معرفيًا في فهم تجربة السّجن، ومن أبرز ما أصدره صهر الوعي وحكاية سرّ الزيت، وحكاية سرّ السيف، والزمن الموازي.  

كان الأسير دقة قد تعرض لجملة من السّياسات التّنكيلية على خلفية إنتاجاته الفكرية والادبية، والتي ارتفعت وتيرتها بعد قدوم طفلته ميلاد، فواجه العزل الانفرادي، والنقل التعسفيّ المستمر، وصنف بعد اضافة حكم العامين على انه شديد الخطورة (سجاف)، وعانى إثر ذلك من إهمال طبي متعمّد، وتجاهُل إجراء الفحوصات والمتابعات الدورية له، كون الأسير المصنف شديد الخطورة يخضع لتعقيدات أمنية عالية، وهو يتعرض حاليا للتكبيل والتنكيل أثناء خروجه للعيادات والمستشفى، ويتم نقله ضمن حراسة مشددة.

يؤكد مجلس منظمات حقوق الإنسان أن ما يحصل يحصل مع الأسير وليد دقة من مماطلة في إعطائه العلاج اللازم، يأتي في إطار سياسة الإهمال الطبي المتعمّد التي تمارسها سلطات الاحتلال منذ عشرات السنين بحق الأسرى والأسيرات الفلسطينيات، بهدف الانتقام منهم/ن، ومن الجدير بالذكر أن عدد شهداء سياسة الإهمال الطبي في سجون الاحتلال قد وصل 75 شهيدًا، كان آخرهم الأسير أحمد أبو علي والذي عانى على مرّ السنوات من هذه السياسة.  
 

  • تطالب مجلس منظمات حقوق الإنسان الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية التدخل الفوري من أجل إطلاق سراح الأسير المريض وليد دقة، وكافة الأسرى المرضى في سجون الاحتلال، وتحديدًا الذين أمضوا سنوات طويلة جدًا داخل المعتقلات.
     
  •  يدعو المجلس كافة مؤسسات العمل الوطني للضغط ومناصرة الأسرى المرضى وتحديدًا الأسير والمفكر وليد دقة.  

     

  • يدعو المجلس مؤسسات السلطة الفلسطينية للعمل بشكل جدي وسريع من أجل تشكيل ضغط دولي على الاحتلال للإفراج عنه وعلاجه بشكل فوري قبل فوات الأوان.
     
  • يدعوا المجلس إلى ضرورة السماح لعائلة الأسير دقة بزيارته بشكل مستمر، ليتسنى لهم الاطلاع على المستجدات الصحية والطبية وبشكل دوري.
     
  • يطالب المجلس منظمة الصحة العالمية بضرورة الإسراع  باتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بتشكيل لجنة تقصي حقائق دولية خاصة، لتقف على حقيقة ظروف احتجاز الأسرى المرضى في مستشفيات الاحتلال، وسياسة الإهمال الطبي المتعمدة بحقهم.