في يوم الأم لا زالت سلطات الاحتلال تحرم 28 أمًّا فلسطينية من البقاء مع أبنائهن، حيث يعتقل الاحتلال نحو 67 أسيرة في سجونه حتى يومنا هذا في ظروف صعبة للغاية، ويعد هذا العام أحد أكثر الأعوام دموية على الأمهات والنساء في ظل العدوان الشامل وحرب الإبادة بحق قطاع غزة، حيث تتعرض النساء والأمهات الفلسطينيات لشتى أنواع التنكيل والانتهاكات الممنهجة والجسيمة لحقوقهن تحديدًا الأسيرات منهن.
تبدأ رحلة المعاناة لدى الأم الفلسطينية منذ لحظة الاعتقال الأولى والتي غالبًا ما تتم عند ساعات متأخرة من الليل حيث يتم اقتحام المنازل بطريقة عنيفة وغالبًا ما يتم اعتقال الأمهات والتنكيل بهن أمام أعين أطفالهن، وتنتقل المعاناة معهن أثناء عمليات النقل إلى مراكز التوقيف والتحقيق، ولاحقاً أثناء احتجازهن في السّجون وإبعادهّن عن أبنائهنّ وبناتهّن لمدّة طويلة.
وفي سياق متصل بعيد الأم وعلى مدار سنوات الاحتلال، تمنع سلطات الاحتلال أيضاً المئات من الأمهات الفلسطينيات من زيارة أبنائهن في سجون الاحتلال سواء بحجة المنع الأمني للأسير أو ذويه، هذا إضافة الى ما يتعرضن له أمهات المعتقلين والأسرى من معاملة حاطه بالكرامة على الحواجز العسكرية وهن في طريقهن للسجون وما يتعرضن له من تفتيش مذل في بعض الأحيان على يد مجندات قوات مصلحة السجون ومعاملة لا إنسانية من الحراس والجنود، علمًا أن الاحتلال أوقف زيارات السجون منذ السابع من أكتوبر وعزل الأسرى داخل السجون عن بعضهم البعض بشكل كامل، إضافةً إلى ذلك كله، فقد برزت مؤخرًا سياسة اعتقال الأمهات والنساء كرهائن للضغط على أبنائهن من أجل تسليم أنفسهم لجيش الاحتلال، حيث استطاعت مؤسسات الأسرى رصد عدة حالات اعتقال لأمهات تم احتجازهن من قبل جيش الاحتلال واعتقالهن للضغط على ذويهن من أجل تسليم أنفسهم.
ورغم كل هذا التنكيل والتضييق على حياة النساء الفلسطينيات، إلا أن الظروف ازدادت سوءًا في السجون التي تحتجز فيها الأسيرات تحديدًا بعد السابع من أكتوبر، حيث تعيش الأسيرات منذ بداية العدوان على الشعب الفلسطيني ظروفًا مأساوية وصعبة للغاية، حيث تحتجز سلطات الاحتلال غالبية الأسيرات في سجن (الدامون)، إذ يواجهن فيه ظروف احتجاز قاسية وصعبة، جرّاء سياسة العزل الجماعية التي انتهجتها بحقّ الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال عن العالم الخارجي وعن السجون والأقسام الأخرى بعد السابع من أكتوبر، عدا عن تعرض الأسيرات تحديدًا في الفترة الأولى بعد السابع من أكتوبر لاعتداءات واسعة، كان من بينها تعرض أسيرات للعزل الانفرادي، ولاعتداءات على يد قوات القمع، ومصادرة كافة مقتنياتهم، وحرمانهنّ من كافة حقوقهنّ، إضافة إلى سياسة التجويع والتعطيش التي لا زالت إدارة مصلحة السجون تمارسها بحق الأسيرات والأسرى في السجون، عدى عن التحرش والتفتيش العاري والإساءات اللفظية بالشتم والسب.
ومنذ بداية العدوان والإبادة الجماعية ومع تنفيذ الاحتلال الاجتياح البري لغزة، نفّذ عمليات اعتقال واسعة لنساء من غزة بمن فيهن الأمهات، واحتجزهن في معسكرات للجيش جرى افتتاحها لاحتجاز الأسرى والأسيرات من قطاع غزة، بالإضافة إلى سجن (الدامون). وفي هذا السياق، لا زال الاحتلال يرتكب جريمة الاخفاء القسري بحق الأسرى والأسيرات من غزّة، إذ لا تتوفر لدى مؤسسات الأسرى أية معطيات واضحة عن أعداد المعتقلين والمعتقلات من قطاع غزة حتى الآن. ومع الإفراجات التي تمت للعشرات من أسيرات غزة، فقد نقلنّ شهادات قاسية عن عمليات اعتقالهنّ، ونقلهنّ إلى المعسكرات، وما تعرضنّ له من عمليات إذلال وتنكيل وحرمان من كافة حقوقهنّ، وتهديدهن بالاغتصاب، وإخضاعهنّ للتفتيش العاري المذل، وتعرضهنّ للتحرش، عدا عن الألفاظ النابية والشتائم التي تعمد جنود الاحتلال استخدامها بحقّهنّ، وإجبارهنّ على خلع الحجاب طول فترة الاحتجاز.
تؤكد مؤسسة الضمير أن ممارسات الاحتلال بحق الاسرى والأسيرات تشكل جرائم حرب، وتطالب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بملاحقة سلطات الاحتلال عن جرائمها بشكل فوري، لوقف سلسلة الانتهاكات الفظيعة التي تمارس بحق الاسرى والاسيرات، ومنع سلطات الاحتلال من الافلات من العقاب.