العليا الإسرائيلية تؤجل النظر في الالتماس ليوم الخميس وبلال كايد ينقل للعناية المكثفة
عقدت المحكمة العليا الإسرائيلية اليوم جلسة النظر في الالتماس الذي قدمته مؤسسة الضمير حول قرار الاعتقال الإداري ضد المعتقل بلال كايد، والذي يخوض إضرابا مفتوحا عن الطعام لليوم ال 69 على التوالي.
تم نقاش ادعاءات الدفاع حول تحويل كايد للاعتقال الإداري بعد قضائه فترة حكم طويلة وهي 14 عاما ونصف؛ الأمر الذي يعتبر شكلا من أشكال التعذيب النفسي وسوء المعاملة، خاصة مع عدم إعلام المعتقل بنية تحويله للاعتقال الإداري حتى يوم الإفراج عنه، كما طرح الدفاع قضية عدم التحقيق بالادعاءات الموجهة له من قبل الشرطة والمخابرات والتي بني على أساسها الملف السري وأمر الاعتقال الإداري، وتم نقاش وضعه الصحي الحالي. وفي نفس الجلسة استمعت المحكمة لادعاءات منظمة أطباء لحقوق الإنسان حول رفض المحكمة المركزية ببئر السبع الالتماس الذي قدمته أطباء ضد تقييد يده اليمنى ورجله اليسرى بالسرير بشكل مستمر، وعدم السماح لطبيب خارجي بزيارته. كما استمع القضاة لتفاصيل حول المواد السرية بأبواب مغلقة حضرها ممثل عن كل من النيابة العامة للدولة والنيابة العسكرية والمخابرات.
بعد مداولات مطولة ونقاش في موضوع الملف السري، أجلت المحكمة جلسة النظر بموضوع الاعتقال الإداري ليوم الخميس 25.8.2016، وطلبت توضيحات من المخابرات والنيابة، كما طلبت إحضار تقرير طبي جديد حول حالته الصحية، وأن يحضر طبيب من المستشفى ليقدم التقرير، بينما لم يصدر أي قرار بموضوع التقييد وزيارة طبيب خارجي. وصرحت النيابة خلال الجلسة أنه تم فك القيود عن يده يوم أمس ، ولا زال مقيدا برجله اليسرى بالسرير.
وحضر الجلسة عدد من أعضاء الكنيست، ومندوبون عن الاتحاد الأوروبي، وممثلون عن القنصلية الألمانية في تل أبيب والقنصليتين الإسبانية والبريطانية في القدس، وممثلون عن مؤسسات حقوق الإنسان، وعدد كبير من الناشطين والمتضامنين الفلسطينيين، وناشطين إسرائيليين رافضين لسياسة الاعتقال الإداري، كما كان هناك تواجد مكثف للصحافة المحلية والدولية.
ويذكر أن المعتقل بلال كايد نقل يوم الجمعة 19.8.2016 لقسم العناية المكثفة، تحسبا لأي تدهور على حالته الصحية، خاصة بعد أن امتنع عن تناول فيتامن b1 والسكر بعد اليوم ال 60 للإضراب، وهو يرفض كافة أنواع الفيتامينات، ويرفض إجراء الفحوصات الطبية من ضمنها فحص تخطيط القلب، وفحص الوزن والعيون، ويتناول فقط نصف لتر ماء مع كمية قليلة من ملح الطعام. ولا يزال مقيدا بالسرير برجله اليسرى بعد أن فكوا بده اليمنى يوم أمس، أي قبل يوم واحد من موعد المحكمة. وهو محاط بأربعة سجانين متواجدين بشكل دائم في الغرفة وكذلك عناصر من المخابرات تتجول بلباس مدني بين الحين والآخر.
ويعاني بلال من إرهاق وتعب شديدين، حيث لم يعد قادرا على الحركة، ومن تشويش حاد بالرؤية حتى أصبحت شبه معدومة، ويشكو من نزيف مستمر باللثة والأسنان، ووجع حاد بالفك، وحرقة بالمعدة، ويعاني من صعوبة في التنفس، وآلام حادة في القلب والصدر، وآلام حادة في الكلى وأسفل الظهر، ويشعر بأوجاع في عظام الرجلين، وهو لا يستطيع النوم بتاتا، ويبدو الاصفرار على وجهه وعينيه، وجفاف واصفرار في كل جلده، كما يبدو على جسمه التعب والهزال وخسارة الوزن بشكل كبير. وقد دخل في مرحلة حرجة جدا وممكن أن يتعرض لانهيار في الجهاز العصبي في أي لحظة.
تطالب مؤسسة الضمير ومنظمة أطباء لحقوق الإنسان المؤسسات الدولية بما في ذلك الأمم المتحدة، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والاتحاد الأوروبي، وجميع الدول المتعاقدة في اتفاقيات جنيف، بالالتزام بواجباتها المتمثلة بحماية حقوق الإنسان، والحث على تنفيذها وتطبيق القانون الدولي الإنساني، خاصة في ظل انتهاك المعايير غير القابلة للانتقاص مثل ضمانات المحاكمة العادلة (المادة 5)، والحق في عدم التعرض للتعذيب (المادة 32)،. وندعو الأطراف المذكورة أعلاه بالضغط على دولة الاحتلال للإفراج الفوري عن المعتقل المضرب عن الطعام بلال كايد، وإنهاء سياسة الاعتقال الإداري.