
تتابع مؤسسة الضمير تصاعد الانتهاكات بحق الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال، حيث تقبع حالياً 36 أسيرة فلسطينية داخل السجن، بينهن طفلة قاصر دون الثامنة عشرة من عمرها، إضافة إلى خمس معتقلات إداريًا دون تهمة أو محاكمة، وأسيرتين بالشهر الخامس من الحمل، وأسيرتين مريضتين بالسرطان، دون تقديم الرعاية الطبية اللازمة لهن.
وحول الظروف في سجن "هشارون" الذي تنقل اليه الأسيرات كفترة مؤقتة قبل نقلهن إلى سجن الدامون، أفادت الأسيرات أنهن يحتجزن في زنازين بالغة القذارة، تفتقر إلى الحد الأدنى من النظافة، حيث لا يوجد سوى فرشة وغطاء للنوم، وسط مراقبة دائمة بالكاميرات وانعدام للخصوصية. ويتلقين معاملة قاسية ومهينة، ويُقدم لهن طعام سيء الجودة، كما يخضعن لتفتيش عارٍ متكرر يُشكّل انتهاكًا صارخًا لكرامتهن.
وفي سجن "الدامون" حيث تحتجز الأسيرات، فإنهن يعشن في ظروفٍ قاسية، حيث يُعانين من نقص حاد في الغذاء يؤدي إلى مشاكل صحية. يُحرمن من معرفة الوقت بسبب حرمانهم من الساعات، ويتعرضن لتفتيش يومي حيث يُقيدن ويُخرجن من الغرف، وفي بعض الحالات يتم تفتيشهن خلال الليل وهن معصوبات الأعين ومقيدات. تُجرى عمليات التفتيش دون مراعاة لخصوصيتهن، وتُسحب منهن مقتنياتهن الشخصية بالكامل، بما في ذلك الأدوات البسيطة مثل العلب البلاستيكية.
تعاني الأسيرات أيضًا من حرمانهن من المواد الصحية، كلفات المحارم والصابون، حيث تُوفر لهن إدارة السجن كأسًا صغيرًا من صابون الجلي مرة واحدة في الأسبوع، ولا يوجد صابون مخصص لغسل الملابس، ما يضطر الأسيرات لاستخدام الشامبو بدلًا منه. كما أنهن يعانين من نقص في الملابس، ويُحتجزن بقطعة واحدة من الملابس فقط لكل أسيرة، دون توفير ملابس بديلة أو نظيفة.
كما تحرم إدارة السجن الأسيرات المريضات من تلقي الرعاية الصحية اللازمة، خاصة في ظل وجود أسيرتين مريضتين بالسرطان، وأسيرتين بالشهر الخامس من الحمل، فإنهن لا يخضعن للفحوصات الطبية اللازمة رغم حاجتهن الماسة للمتابعة الطبية والعلاج.
تعيد مؤسسة الضمير تأكيدها على أن الجرائم التي تمارس بحق الأسيرات الفلسطينيات لن تمر دون محاسبة، وتطالب المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرات اعتقال بحق كل من ارتكب الجرائم بحق الأسيرات الفلسطينيات، وتطالب المجتمع الدولي بالتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي باعتباره احتلال غير قانوني وغير شرعي، تطبيقاً للرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية، وبمقاطعة هذا الاحتلال اقتصادياً وثقافياً واكاديمياً ونبذه في ظل امعانه في إبادة الشعب الفلسطيني وارتكابه لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الأسيرات والأسرى الفلسطينيين.
كما تطالب مؤسسة الضمير بالضغط على سلطات الاحتلال غير الشرعي للسماح وبشكل فوري للمنظمات الدولية، بما فيها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بزيارة السجون وأماكن الاحتجاز لتوثيق هذه الانتهاكات، وضمان توفير الرعاية الطبية والصحية والنفسية للأسيرات وفق المعايير الدولية.