وليد دقة.. الأسير الشاهد، والشهيد..

رغم أننا وكافة المؤسسات كنا قد حذرنا من خطورة وضعه الصحي..

 

يرحل الأسير وليد دقة شهيدًا في مستشفيات الاحتلال وشاهدًا على جريمة الاستعمار المستمرة بحق الأسرى الفلسطينيين في آخر سجون الاستعمار في العالم، يرحل دقة بعد أن أمضى محكومية تجاوزت الـ ٣٨ عامًا بشكل متواصل، تغير خلالها السجان عدة مرات وصدئت أبواب الزنزانة، يرحل دقة تاركًا في هذا الرحيل المضني صورة جلية للتعامل اللاإنساني الذي ينتهجه الاحتلال سلوكًا في معاملة الفلسطينيين لا سيما الأسرى منهم.

 

يرحل دقة دون أن يكل عن نشر معاني الإنسانية وصور النضال حتى من داخل زنزانة عاشت معه أكثر مما عاشته عائلته معه، ودون أن يجف قلمه الذي كتب وعلم أسمى معاني الإنسانية في أكثر الأماكن التي حاربت الإنسان وروحه واحتجزتها في علب الزمان "السجون"، رحل دقة وترك للعالم أجمل وأوضح صور النضال والإنسانية، ابنته ميلاد التي جاءت عنوة عن رفض السجان، ورغمًا عن حصار الجدران من كل مكان.   

 

يرحل دقة اليوم تاركًا خلفه رسالة كان قد كتبها في عامه السادس والثلاثين من داخل سجون الاحتلال، قائلًا فيها: "سأبقى أحبكم، فالحب هو نصري الوحيد والمتواضع على سجاني."