الاسم : زين الدين عيسى ثوابته                                   

تاريخ الميلاد: 5/7/2009

العمر: 16 عام  

الإقامة: بيت لحم – بيت فجار

الحالة الاجتماعية: أعزب

تاريخ الاعتقال: 25/9/2024

المهنة: طالب في الصف العاشر

السجن: مجدو (قسم الأشبال)

الحالة القانونية: اعتقال إداري

 

الاعتقال:

في تاريخ 25/9/2024 كانت والدة زين الدين تجلس وزوجها في المنزل، وسمعوا أن قوات خاصة كانت متواجدة على مدخل البلدة قامت في اعتقال أطفال، كان آخر توقعها أن يكون المعتقل من بين الأطفال هو طفلها زين الدين، ومع دخول يزن شقيق زين الدين الأكبر إلى المنزل ليخبرها أن هناك أناساً من القرية شاهدوا القوات الخاصة، وهي تعتقل زين الدين وصديقه عبد الله بعد الاعتداء عليهم بالضرب، فقام يزن بالاتصال على هاتف عبد الله ليرد عليه ضابط من جيش الاحتلال، ويخبره أنه زين الدين وعبد الله معتقلين، ولا يوجد داع للسؤال عنهم فهم عند الجيش. وبعد أيام من الاعتقال علموا أن زين الدين موجود في سجن مجدو وهو رهن الاعتقال الإداري.

 

الاعتقال الاداري جريمة تمارس بحق الأطفال:

 أصدر القائد العسكري للمنطقة في تاريخ 26/9/2025 أمر اعتقال إداري بحق الطفل زين الدين ثوابته لمدة 4 شهور تبدأ من تاريخ 26/9/2024 وتنتهي في تاريخ 24/1/2025، ليجدد بعدها الأمر لمدة 4 شهور أخرى تنتهي بتاريخ 23/5/2025، وبعدها إما يتم تجديد الأمر مرة ثانية أو يطلق سراحه، وفي جلسة التثبيت الأخيرة للأمر الثاني، والتي عقدت في تاريخ 26/1/2025 بمحكمة عوفر العسكرية والتي تكونت من شقين، الشق العلني والذي ادعى فيه قاضي المحكمة أن المعتقل زين الدين وعلى الرغم من أنه ليس له أي انتماء تنظيمي ولا  حتى أي سجل أمني سابق، إلا أنه يشتبه في قيامه بالترويج لنشاط الإرهاب الشعبي،  وأنه يشكل خطراً على أمن المنطقة الجملة التي تضاف لآلاف أوامر الاعتقال الإداري التي تقدم بحق الفلسطينيين. والشق الثاني المبني على ملف سري تقدمه نيابة الاحتلال لقاضي المحكمة، ويقرر فيه القاضي عدم الكشف عن جوهر هذه المعلومات السرية ومصادرها بحجة الخوف من أن تشكل هذه المواد خطراً على أمن المنطقة، ليؤكد في قراره على انحيازه الكامل لطلب النيابة تثبيت كامل الأمر وحرمان المعتقل ومحامي الدفاع من الاطلاع على تلك المواد، وبالتالي حرمان المعتقل من حق الدفاع عن نفسه من خلال محاميه في محكمة علنية تراعي ضمانات المحاكمة العادلة، وهذا يؤكد أن الاحتلال يستخدم سياسة الاعتقال الإداري كسياسة عقاب جماعي تستهدف كل الفئات الاجتماعية بما فيها فئة الأطفال، تلك الفئة التي لم تسلم من سياسات الاعتقال وما يرافقها من سياسات قمع وتنكيل من لحظة الاعتقال الأولى، والتي تؤثر في نموهم النفسي والاجتماعي في هذه المرحلة العمرية الحساسة، ومن ثم تأثير هذه الأحداث على نمو شخصياتهم فيما بعد.

اعتقال الأطفال، استهداف للطفولة وحرمان من الحياة الكريمة...

باعتقال زين الدين غابت ضحكات المنزل، هكذا بدأت والدة المعتقل زين الدين كلماتها حينما سألناها عن كيف أثر اعتقال زين الدين على العائلة، وتضيف أن هذا هو الاعتقال الأول الذي يطال أحد أفراد الأسرة عندهم، والذي أثر على نحو كبير على جو الأسرة وحياتها اليومية، فزين الدين كما تصفه والدته صوت المنزل وضحكاته، وفي غيابه ذهب الصوت وغابت الضحكات، زين الدين ترتيبه الثالث بين إخوته وأخواته يكبره يزن شقيقه الأكبر ابن الاثنين وعشرين عاماً وشقيقته عائشة ابنة العشرين عاماً، ويصغره أخواه التوأم جاد وجود أبناء الأحد عشرة أعوام، إلا أنه يتمتع في شخصية مميزة ومؤثرة فهو ضحوك ومحب للجميع، كما أنه ذات شخصية قوية يحترم الجميع، ومسؤول يتحمل مسؤولية اتجاه أشقائه وشقيقته المفتقدين غيابه كثيراً حيث كان يلاعبهم ويحضر لهم ما يريدون من سكاكر وحلويات، كما تفتقده بلدة بيت فجار بكل أفرادها وسكانيها. لتعيش الأم كما أفراد الأسرة باعتقال زين الدين ألم الفراق القسري المفروض عليها، وألم انتظار الحرية المؤجلة نتيجة أنه لا نهاية محددة في الاعتقال الإداري.

يرافق هذا الألم مشاعر الخوف والقلق المستمر في ظل الظروف الصعبة الحالية التي يعيشها الأسيرات والأسرى داخل سجون الاحتلال، فالعائلة وبمجرد اعتقال أحد أفرادها تفقد حق التواصل مع الشخص المعتقل نظراً لحرمان عائلات الأسرى من الزيارات للسجون منذ أكتوبر عام 2023، ولا يكون التواصل إلا من خلال زيارات المحاميين التي تتعرض أيضا لمضايقات وأحيانا لإلغاءات من قبل مصلحة السجون بحجج متعددة، أو من خلال أسرى قد أفرج عنهم كانوا برفقة الشخص المعتقل خلال مرحلة الاعتقال، وهنا تقول والدة الطفل زين الدين أننا دائما نتابع الأخبار بقلق خوفاً من أن يصيب زين الدين مكروهاً، فقد علمنا من خلال زيارة المحامي أنه مصاب بمرض السكابيوس "الجرب" وأنه لم يتلق أي نوع من العلاج والرعاية الطبية، وهذا بحد ذاته يعيشنا في حالة قلق مستمرة، إضافة أنه من خلال متابعتنا الأخبار يمكننا معرفة من المعتقلين الأطفال أفرج عنهم  كانوا برفقة زين الدين لنتواصل معهم ونطمئن عليه، حيث تمكنا خلال الفترة الماضية من الاطمئنان على زين الدين عبر التواصل مع الأطفال الذين أفرج عنهم من سجن مجدو حيث زين الدين معتقل، وكانوا دائما يؤكدون لنا أنهم يعيشون ظروفاً قاسية داخل السجن لا تراعي أنهم أطفال، ومع ذلك يقاومون هذه الظروف الصعبة بتكاتفهم معاً، حيث وصف أحدهم  أنه عندما يجري اقتحام لغرف الأطفال من قبل الوحدات الخاصة  للسجن والاعتداء عليهم بالضرب يحمي الأطفال بعضهم البعض للتقليل من حجم الضربات التي يتعرضون لها، هذه الكلمات بحد ذاتها تهد الحيل كما تقول والدة زين الدين وتؤثر في حياة العائلة جميعها، لتدفع العائلة بكل أفرادها ثمن الاعتقال التعسفي والظالم.

واليوم يعيش الطفل زين الدين نتيجة الاعتقال في هذا المكان المظلم والظالم، بدل من يكون في عالم الحرية يلعب مع أصدقائه، وعلى مقاعد الدراسة كما الأطفال في أي مكان بالعالم، فهو ابن الصف العاشر الأساسي وباعتقاله يمكن أن يفقد عامه الدراسي، حيث تقول والدته أن الفصل الأول من سنته الدراسية الحالية انتهت، والآن نحن على مشارف أن ينتهي الفصل الثاني، وفي حال جدد أمر الاعتقال الإداري له سيحرم من إكمال سنته الدراسية التي تؤثر في حياته الأكاديمية مستقبلاً وتأخرهُ عن أبناء جيله، ليكون الاعتقال الإداري بحق الأطفال ليس مجرد اعتقال وحسب بل استهداف لحياة جيل كامل وعرقلة تطورهم ونموهم الشخصي والأكاديمي، مما يؤثر في تطور مجتمع بأكمله، فليس غريباً أن يتم استهداف هذه الفئة المهمة لتطور المجتمعات الإنسانية من قبل الاحتلال بهدف تدمير بنيته الاجتماعية وتشويه وعي فئاته الاجتماعية. 

Last Update