الاحتلال يحرم ست أسيرات من الإحتفال مع أبنائهن في عيد الأم

رام الله - يحرم الاحتلال الإسرائيلي 6 أمهات فلسطينيات من الاحتفال مع أبنائهن وبناتهن في عيد الأم بسبب الاعتقال، حيث يقبع في سجون الاحتلال 21 معتقلة وأسيرة فلسطينية منهم ست أمهات، صدرت بحق 7 منهن أحكاماً قضائية بالسجن لفترات متفاوتة، فيما 14 منهن مازلن موقوفات على ذمة التحقيق أو المحاكمة، وغالبيتهن في سجن هشارون.

اعتقال ثلاث أمهات في 2014

منذ بداية العام 2014، اعتقلت قوات الاحتلال 13 سيدة فلسطينية أفرج عن 8 منهن، بينما أستمر الاحتلال باحتجاز 5 أسيرات، منهن 3 أمهات وهن: رسمية بلاونة (54 عاماً) من طولكم، اعتقلت في تاريخ 14/2/2014، وهي أم لأربعة أبناء، موقوفة للمحاكمة. أحلام عيسى (37 عاماً) من قلقيلية اعتقلت في تاريخ 16/2/2014، وهي أم لطفلين، موقوفة للمحاكمة. ريم حمارشة (41 عاماً) من جنين، اعتقلت في تاريخ 16/2/2014 وهي أم لستة أبناء. وموقوفة للتحقيق في مركز الجلمة.

ويقبع في سجون الاحتلال من الأمهات أيضاً كل من: نوال السعدي (55 عاماً) من جنين، والتي اعتقلت في تاريخ 11/5/،2012 وحكمت عليها المحكمة العسكرية بالسجن لمدة 20 شهراً، وهي أم لأحدى عشر أبن وبنت. رنا أبو كويك (26 عاماً) من مخيم الأمعري، اعتقلت في تاريخ 26/10/2013، وحكمت عليها المحكمة العسكرية بالسجن لمدة 8 شهور وغرامة مالية 5 ألاف شيكل، وهي أم لأربعة أطفال. انتصار محمد الصياد (39 عاما) من مدينة القدس، اعتقلت في تاريخ 22/11/2013، وحكمت عليها المحكمة الإسرائيلية بالسجن لمدة عامين ونصف، وهي أم لأربعة أطفال.

 

انتهاكات ممنهجة ومستمرة لحقوق الأسيرات

تؤكد مؤسسة الضمير مواصلة قوات مصلحة السجون الإسرائيلية انتهاك حقوق الاسيرات الفلسطينيات بدءاً من معاملتهن بموجب لوائح مصلحة السجون الخاصة قواعد عمل بخصوص السجناء الأمنيين (00/02/03)، والتي تخل بالتزامات دولة الاحتلال بموجب توقيعها ومصادقتها على العديد من الاتفاقيات الدولية.

ويتعرضن الأسيرات الفلسطينية لسياسة الإهمال الطبي المتعمد من قبل مصلحة السجون الإسرائيلية التي ترفض توفير العلاج الطبي اللازم لهن أو نقلهن إلى المستشفيات المدنية لتلقي العلاج المناسب، ولا تسمح بدخول أطباء مستقلين للوقوف على أوضاعهن الصحية.

حيث تعاني لينا الجربوني من التهاب حاد في المرارة، ولا يقدم لها العلاج المناسب. وتعاني الأسيرة نوال السعدي من ارتفاع في ضغط الدم وآلام حادة بالظهر. كما وتعاني الأسيرة إنعام الحسنات من مرض الشقيقة. وتفقد الأسيرة آيات محفوظ بصرها في العين اليمنى مع ضعف حاد في البصر في العين اليسرى فيما تعاني الأسيرة رسمية بلاونة، من مرض السكر والضغط وآلام في الرأس والقدمين، ووضعها الصحي في تراجع، حيث عرضت على طبيب مرة واحدة فقط منذ اعتقالها.

 

مواصلة مصلحة السجون تنصلها من التزاماتها ازاء الأسيرات

تواصل قوات مصلحة السجون تنصلها من التزاماتها المعيشية المتصلة بحقوق الأسيرات فوجبات الطعام المقدمة للأسيرات لا تخل بالمعايير الدولية كما ونوعاً ولا يسمح لهن بطهي طعامهن بأنفسهن، أو استقبال الطعام من عائلتهن.

وعلى مدار السنوات الأخيرة تراجعت إدارة السجون عن تقديم العديد من المواد الحيوية ضمن المخصصات الشهرية الأمر الذي يدفع الأسيرات للتبضع من الكانتين المدار من شركة إسرائيلية خاصة(ددش) وباسعار باهظة، على حسابهن الخاص لدعم سلتهن الغذائية وسد احتياجاتهن الحيوية.

كما تمنع قوات مصلحة السجون عدد من الأسيرات من حقهن في استقبال الزيارات العائلية بحجة الدواع الأمنية كم في حالة الأسيرة رسمية بلاونة والمعتقلة منى قعدان. 

 

أرى أطفالي ساعة ونصف كل شهر

تقول المعتقلة انتصار الصياد لمحامية الضمير عودة زبيدات التي زارتها الأسبوع الماضي "يقوم أولادي الأربعة وهم بنتين بعمر 14 و16 عاماً وإبنان بعمر 12 و18 عاماً، بزيارتي مرتين كل الشهر لمدة 45 دقيقة فقط، وتكون الزيارة من خلف زجاج عازل وعبر الهواتف، وهذا صعب جداً علي، ولكنني رغم ذلك أحاول أن أظهر قوية أمام أبنائي، رغم أنه من الصعب علي أن أرى أطفالي دون أن احتضنهم، مما يدفعني للبكاء في كل زيارة".

وتضيف الصياد "أحضر الكلام الذي سأقوله لأطفالي قبل كل زيارة، ولكنني دائماً ما أنساه عند وصولهم. ويرسل أطفالي الرسائل إلي كل فتره، ولكنها لا تصل أو تتأخر كثيراً، حيث وصلت رسالة كتبت في شهر آب من العام الماضي 2013 في شهر كانون الثاني من العام الحالي 2014.

 

التعذيب والمعاملة الحاطة بالكرامة الإنسانية والعقوبة القاسية

وأكدت الأسيرات أنهن يتعرضن للتعذيب الجسدي والنفسي والمعاملة السيئة منذ اللحظة الأولى للاعتقال حيث يتم تكبيلهن أثناء الاعتقال بشكل مؤلم، وتعرض معظمهن للتفتيش العار بداية اعتقاله، ويتعرضن للتهديد والضرب والعزل أثناء التحقيق بغرض دفعهن لإدانة أنفسهنّ.

وتحاكم قوات الاحتلال الاسيرات الفلسطينيات أمام محاكم عسكرية تفتقد إلى النزاهة والمصداقية المشروعية التي اشترطتها اتفاقية جنيف الرابعة في المادتين 66 و71، وتحرمهن من ضمانات المحاكمة العادلة ولا يتمتعن بحقوقهن القانونية المكفولة لهن بموجب الاتفاقيات والمواثيق الدولية وتحديداً المادة 14 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية 1966.

تقول مرام حسونة (18 عاماً) من نابلس والتي اعتقلت في 30/11/2013 لمحامية الضمير، أنها تعرضت للضرب على رأسها أثناء الاعتقال وسقط على الأرض ووضع أحد الجنود قدمه على ظهرها لمنعها من النهوض، وبعد مجيء الجنود تم تكبيلها وتعصيب عيونها ونقلها للجيب العسكري وحضر الضابط وحقق معها ميدانياً قرب الحاجز.

وتضيف حسونة بأنها نقلت بعد ذلك الى معسكر جيش وربطت على كرسي في العراء، وكان الجنود المارين من جنبها يركلونها بأقدامهم، أو يلقون عليها الحجارة الصغيرة. كما تعرضت للتفتيش العار على يد مجندتين، وطوال التحقيق كانت مكبلة اليدين، وكان المحقق يصرخ عليها ويهددها لإجبارها على الاعتراف.

 

منع الأمهات من زيارة أبنائهن

وفي سياق متصل بعيد الأم تمنع سلطات الاحتلال أيضاً المئات من الأمهات الفلسطينيات من زيارة أبنائهم في سجون الاحتلال سواء بحجة المنع الأمني للأسير أو ذويه، ويصل الأمر أحياناً إلى حد إنكار مصلحة السجون صلة القرابة بين الاسير وأمه.

كما ترفض قوات الاحتلال تقدم التسهيلات اللازمة لنقل الأمهات المريضات والمسنات اللواتي يحتاج وضعهن الصحي التنقل بواسطة كراسي متحركة أو نقلهن بسيارة اسعاف متخصصة لنقلهن إلى السجن لزيارة أبنائهن وبناتهن.

هذا إضافة الى ما يتعرضن له أمهات المعتقلين والأسرى من معاملة حاطة بالكرامة على الحواجز العسكرية وهن في طريقهن للسجون وما يتعرضن له من تفتيش مذل في بعض الأحيان على يد مجندات قوات مصلحة السجون ومعاملة لا إنسانية من الحراس و الجنود.

 

الضمير: نطالب بالإفراج عن كل الأسيرات

تعرب مؤسسة الضمير عن بالغ قلقها إزاء الأوضاع العامة التي تحتجز فيها الأسيرات الفلسطينيات داخل سجون الاحتلال، وتدين كافة أشكال المعاملة القاسية والمهينة والتميزية التي تتعرض لها الأسيرات الفلسطينيات في السجون الاحتلال، بما في ذلك العنف الجسدي والنفسي؛ والمعاملة الحاطة بالكرامة الإنسانية؛ وتعمد سياسة الاهمال الطبي؛ وسياسة الاقتحامات وحملات التفتيش الاستفزازية وما يرافقها من فرض حزمة من العقوبات عليهن ومنها الحرمان من الزيارات العائلية وفرض الغرامات المالية الباهظة بدون وجه حق وعلى نحو متعسف. وتشكل هذه الممارسات انتهاكاً فاضحاً لواجبات الاحتلال كما جاءت في اتفاقية جنيف الثالثة والرابعة؛ والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية؛ واتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب؛ واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة؛ وقواعد الأمم المتحدة لمعاملة السجينات "قواعد بانكوك" والقواعد النموذجية الدنيا للمحرومين من حريتهم، وسائر مواثيق حقوق الإنسان. وتطالب الضمير بضرورة بالإفراج عن كافة المعتقلات والأسيرات في سجون الاحتلال فوراً ودون قيد أو شرط.